الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

‏ لعبة السعادات الممكنة ‏



  (واقفه لوحدي بأحاول أركب أي شئ يوصَّلني لبيتنا قبل الساعه ما تسرقني، و لمّا ركبْت جنب السواق بقى كلامي مش مهم خالص أول ما ركبتْ واحده تانيه جنبي وقالت
"سبورتنج"............

فقال لها: ما تخليكي معانا)

********************

ــ أنا العبيطه...

         لم يخطر ببالي شيء مما يحدث؛ ففي عربات "الميكروباص" تبدو الأمور أكثر وضوحا من هذا، ربما ظننت أن السائق يشاغلني مقابل ضحكة أو تعليق.. عرفت هذا قبلاً، لكنني اليوم ابتلعت كلماته الغريبة التي مرت عبري إلى الجالسة بجوار النافذة تقضم نهايات الجمل(. يا سلام.. ومال ..أخليني وأرجع إزاي؟..)

ــ أنا السائق الوحيد صاحب المسافات المقفرة، والممتدة في عيون البنات...

          دائما ما يحدث أن تغير طريقك من أجل فتاة تدور عيناها بين الساعة والطريق، ويكفيك جدا أن تنتقل إلى جوارك من أجل دردشة قصيرة تستطيع معها أن تشعرها أنها تقود، وهكذا تكسب كثيرا من السعادات الصغيرة، ترضى عنها ونادرا ما تميل رأسك بأفكار بعيدة، تخبئها وراء تلامس هادئ، تفرضه أنت مع الظروف، وتسامحك هي عليه بنظرة متوعدة جميلة، أومحايلة رقيقة بالإسراع تلبيها كأنك تملك الطريق والمطبات.
  عندما تركت مكانها لأخرى -المفروض أنها تكفي كديكور جيد- تعلق قلبي بجوار النافذة، وشبَّت أفكاري البعيدة تتخطى الجالسةَ بجانبي إلى الأخرى التي قالت في هدوء:..
-        (سبورتنج) 





ــ أنا جارة النافذة التي تؤرقها العبيطات، ويروقها فقط .....

        نصف العالم تستطيع الحصول عليه إذا تركته يجيء إليك؛ فترفع طرف إصبعك قائلا في لامبالاة:.. سبورتنج، ثم تمسك بأحلامك الممكنة متجاهلا هؤلاء الذين يتصنعون الغباء، وعندها أطلق كلابك الصغيرة والتي تعرف جيدا ما ستفعله.

ــ قد كان ما كان والآن...

       دعوت عليك بعذاب لائق عندما تركتني في منتصف المسافة، وقذفت غضبي نحوك محملاً بفهمي أخيرا لبقائها حتى التخلص من آخر الركاب، وأدرت رأسي في علياء عبيطة، لكنني عندما سمعتهم يصبون اللعنات عليك مصحوبة بغمزات خبيثة ثار حقدي ضدهم؛ فتمنيت لك غفرانا كبيرا يؤذي عيونهم.



                                                             يوليو 2001