لعن الله " الدروس الخصوصية " ؛ فلولاها لما قابلنا هؤلاء الذين يعملون للربح ، ثم ينبتون أشجارا أسقط الخريف أعمارها في ربيع غيرهم ، ولقد حذرتهم مرارا من مغبة هذه الدروس الانفرادية التي تسمح للرياضيات أن تتحول سرا إلى أبيات شعر يسرقها صاحبنا من شاعر لم تسمع عنه أي من فتيات الثانوي الخائبات .
البداية محاولة فاشلة لجمع القليل من الدرجات ، والكثير من الأوقات الجميلة ، ومجرد جملة تقليدية :
- (..... ممكن يا أستاذ ؟) .
- (طبعا ممكن ، ح أحاول أحطك على جدول المواعيد) .
سأروي عنه أنه كان خجولاً جداً في المرة الأولى ، وأن الجميع في بيتنا قد أشادوا بأدبه ، وكان حريصا عندما سألني في براءة :
- (إنتِ مرتبطة ؟)
ومؤثرا في حكي قصة زواجه السريع لإرضاء والده ، سأدعي أنني نجحت في الرياضيات بفضله ، وأن طريقته في الشرح أفضل كثيرا من آخرين يحبون زوجاتهم .
نحن – فتيات الثانوي – بزينا الموحد وقاماتنا المتقاربة نتشابه جدا ، ونتبع - حتى في عبثنا - الطرق نفسها ؛ ولهذا سأحتفظ بأبيات لشاعر لم أسمع عنه مطلقا ، وستكون النهاية مجرد جملة :
- (.. لأ طبعاً مين تقبل تبقى زوجة تانيه ؟!!) .
وبعدها سأروي عنه أنه تركني ، وسأدعي أنه جرح مشاعري ، وسأؤكد كذبه بكل الحكايات التي أعرف تفاصيلها جيدا ، وعندما أترك الثانوي وأقابله في الشارع سأقول له :
- (إزيك يا أستاذ ؟) .
يناير 2000
by:Yoyo