السبت، 25 يونيو 2011

في فراغ قصة شبه معتادة

        بينما كانت البنت تُغرق العالم بأسئلة مغلقة ، وتُقطر من دهشتها قصصا لا تفرق كثيرا بين ألوان الصباح الصفراء ، وعطور المساء التي – كالبحر – لها لون واحدٌ وأزرق ، جاء إليها ساخرا من سذاجة خيالها التي تملأ الدنيا ؛ لأنه لن يكون هناك أحد ليبكي ..
 قال : - إذا كنت تريدين قصصا جيدة ؛ فلابد لأحدهما – على الأقل – أن يبكي .

أن تمطر السماء فوق رأسي بينما تُظِّل الشمس رؤوس آخرين سبب جيد يجعلني أشعر أنني مميزة ، وأن ما سوف أقوله وحيٌ مطريٌ خارق ؛ فأنشغل تماما بلعبة الكلام ، وأعرض في ثقة أن نزور الشوارع الخلفية للإسكندرية لأن ( نافوخي ) المائي جدا في هذه اللحظة يكره البحر ، و يؤمن بقدرته على إغراق الأماكن البعيدة ، ويحميني من تسريب حقائق جافة ؛ فيكون بإمكاني أن أظل خفيفةً ، لكنه قاطعني بأنه يلزمني أن أملأه بذاتي ليمنحني ذاته في يوم ما ، وأن قصة جيدة تلك التي ستبدأ شريطة أن نسير بالطريقة ذاتها على الكورنيش ؛ لكي نجد مخرجا للنهايات التي لم يمكننا بعد أن نحكي عنها ونحن نضحك ، وبعدها نستطيع على الأقل إشراك البحر والكورنيش وربما زوج من النوارس ، أومركب تنام على أحد جانبيها في مدخل (المينا الشرقي) فنجد أن نصيبنا من الذنب ضئيل ، ويحتاج بجدية إلى بكاء آخر .


................ أوإنك تكون خفيف لدرجة إنَّ الناس مش حاسَّه بوجودك ، وهروبك دايما من إنك تتقـِّل على حد خلاك أخف من إن الجاذبيه تشدك وسط الخلق ، وبقيت فوق بتتفرج عليهم ، وعالي لدرجة إن دموعك كلها اتبخرت ، فماحدِّش حس بالمطر فوق راسه ، ولا البكا ده كله عمل قصه كويسه .


                                                             أغسطس 2002

لا شئ يحدث

(قص الأحلام على قد القد لعبة سخيفة ، بس كلنا بنقع في لحظة و نلعبها ، ودي اللعبة الوحيدة اللي حظك بيضرب فيها ، وتكسب
بس لمَّا تخيب .. !)

********************************

لم يعد باقيا غير قليل من الأشياء الهامة أتبادلها في بطء وروية ؛ لخلق هذه المساحات المحكية الرائقة ، والتي تمثل وحدها سلوتي المعتادة في شغل ساعات طويلة من تاريخ حياتي الطويل ، وعندما ملأتني منذ الصباح حالة إشراق وطاقة قررتُ حبسها في الورق كنوع من التحكم فيما يمكنني التحكم فيه ، فبدأت في استدعاء أحد أشيائي الهامة كحب هاديء يبدأ لسبب عادي ، مثل عدم وجود آخرين حولك في إجازة تقضيها جالسا فوق قمة جبل لا يصعد إليه الكثير من الناس ، وينتهي لسبب مماثل كــ ( stop ) حادة من المخرج الساكت خلف الأحداث ، أو حتى ينتهي فجأة ؛ ضاربا بكل قواعد الحكاية عرض الحائط ، فقط يبدأ وينتهي .


إذا كنت هناك وحدك ، و جاء إليك شخص ما فثمة فرصة وحيدة أمامك لتقع في اللعبة ، وتبدأ آمالك في التشكُل كخطوة أولى لإضفاء صفة القدرية على كل شيء ، ويساعدك جدا البدء بالمظهر الخارجي ، أ الاسم  غيرها من الأمور التي يقتل حضورها الطاغي أي تصورات مسبقة ، فما المانع من أن تحب شخصا يدعى (س) بدلاً من (ص) وعموما فكلاهما ينتميان لنفس الأبجدية ، وهكذا ستجد كثيرا من الوسائل لتهشيم أوانيك البلورية السابقة ، وبناء غيرها يكفي جدا أن تكون من الزجاج الأبيض لتعكس فقط وجه شريكك الوحيد ، لن تنسى أيضا أن تبدأ في بعض الأحيان بتقبُّـل العيوب كدليل حاد على النضج والتعامل بواقعية .. نفس النضج الذي يدفعنا لإفلات قواعد اللعبة ، ونفخ الهواء في أحلامنا لتصبح شديدة الإتساع فجأة .. فتــطيــر .

                                
                                                         أغسطـــــــس 2001