السبت، 23 أغسطس 2008

حكايــــــة "عمـــــــو" الممـلــــة


        منطقيا كل المراهقات تعلمن أن الدخول إلى بيت ابن الجيران شيء طبيعي، وسواء كان هذا الدخول عن طريق الباب، أوالشباك، أوحتى عن طريق (الجوابات)؛ فهو موجود، ولن أضيف جديدا إذا حكيت عن "ابن جيراني"، لكن الرغبة وحدها هي التي دفعتني إلى هذا كله.

قبل البدء في سرد هذه الحكاية المملة لا بأس أن نعرف أن هذا (الابن جيران) يكبرني بخمسة أعوام؛ ولهذا كان أبوه في سن مناسبة تماما.

كنت أطمئن للأب، وكانوا يحذرونني من الابن ـ المظلوم دائما ـ ويمنعونني من الصعود إليهم عندما يكون موجودا بالمنزل، أما الأب فكانت كل أحاديثه الهامسة لي على باب الشقة تمتعني بشدة، خصوصا أنها لا تتسبب في ثورة أبي، أوتجبرني على سماع دروس أمي الأخلاقية، وكان "عمو" عندما يقول لي أمام الجميع:
ـ (تصبحي على خير يا حبيبتي) تبتسم له أمي، وتنبهني لأرد تحيته الجميلة.

لم تكن رغبتي في فهم ما يحدث تمنعني من الاستمتاع بهمسات "عمو" أو إصراره على الإمساك بيدي عندما أحاول تركه، وقد كنت بصراحة أتركها له وأنا أجذبها وأردد:
ـ (لأ... كده ح اتأخر)؛ لأستمتع بإصراره، وكانت كل أسئلتي لنفسي تتحول إلى أحلام تنسيني الأسئلة نفسها، وتخبرني أنني لا يجب أن أحاول فهم هذا الكبير أبدا.

...... بعد سنوات عندما كنت أخبر حبيبي عن "عمو" كان يردد أنها شقاوة كبار، ومداعبةٌ منه لصغيرة بلهاء حتى أنساني كل الكلمات الجميلة التي سمعتها، وكل رغبتي في فهم أسبابه.

.... في حفل زفافي عندما كان يشد على يدي، وأشار لزوجي:
ـ (تسمح لي؟) فابتسم له زوجي:
ـ (طبعاً يا "عمو") انحنى يطبع قبلته الجميلة على خدي وهو ما زال يهمس:
ـ (.. برضه بحبك) فنظرت إلى زوجي الباسم، ومن خلفه أبي، وقلت:
ـ (وأنا كمان يا....).


                                                                  نوفمبر 98

ليست هناك تعليقات: