هل أتأخر أحيانا في الرد عليك ؟ يوقفني
غالبا البحث عن كلمة تليق بك ، أشعر أنني أعرفها ، قرأتها في مكان ما ، أوسمعت أحدا
يرددها . أنبش رأسي بينما تكون قد تجاوزتني منذ فترة . ولأنني أعرف أنك لم تفكر
بشيء سوى مساندة عجزي لا أقدر على الغضب منك . أنت تندفع إلى الأمام بمقدرة طوفان ، وتحافظ على إتزاني بنظرية غريبة تفترض أن انقلابي بداخلك أمان كاف ، لكن أسئلة
كثيرة تظل عالقة بلساني عندما ألتقيك ، وأرغب بسرد مسودات هائلة عليك لحكايات قضيت
زمنا طويلاً في استرجاعها وترتيبها ، وأضيق جدا بانفلاتك السريع بمجرد رؤيتي وكأن
الحياة لا تتوقف عند تفاصيلي التي يمكنني أن أضيف لها بشكل دائم أنه ربما كان
بمقدوري أن أحرقك تماما ، لكنني لا أخفي إيماني بنظريتك الغريبة ، وأنني عندما أرغب بنقل
الحكايات إليك سأضع لساني في فمك مباشرة ..
* ---- * ---- * ---- *
هذا ما يحدث .. هند تكتب القصة كعمل
مختلف تفلت به من وطأة هموم المكتب والأستاذ المحامي والشكائين الذين لا نهاية
لاضطهاداتهم ؛ ولذلك فهي تنظر دائما إلى مطولات المرافعات التي تكتبها على جهاز
الحاسب الآلي نظرة متصيدة ؛ فهنا .. وهنا فقط يمكنها العثور على جملة للبداية .
كثيرا ما حدث هذا والآن يحدث ...
المرافعة تقول ... إن المتهمة لم تبد
انزعاجا هيستيريا عندما شاهدت زوجها مقتولاً لأن عملها كممرضة جعلها تعتاد رؤية
الموت ...
وهند تكتب :
عدة أشياء لا حساب لها ربما تؤثر في
علاقة جميلة مثل علاقة نهى ووليد ، والشيء المؤكد أن نهى تعرفها ولا تعرف طريقة
مباشرة تقولها بها لوليد ليفهم الآن ويتركها ترحل في هدوء .
أشياء تفكر هي فيها مثل عدم ارتياحها
لحديثه عن الأخطاء التي لا يصح أن يرتكبها المؤمن ، وأن بعض التقاليد المزعجة قد تكون
هي عين الصواب ، وتريد أن تخبره أن هذا الكلام يبدو كمقدمة معقولة لمطالبتهما بعد شهور من هذه العلاقة
بالتوقف لأن المجتمع لا يسمح ، لكنه إن استنكر تأويلها لكلامه فلن تجد ردا سوى أن
أحدهم قال ذلك ثم انقلب في حمى التقاليد وتزوج فتاة أخرى ، وهي بهذا ستخسر
كثيرا . هي الآن مثل الممرضة اعتادت رؤية هذا الموقف فلا داعي للصراخ ، ولذلك فإن
نهى تفكر في شيء آخر يبرر توترها ورغبتها في الرحيل بسرعة ؛ فتبتسم إبتسامة كسولة
وتضع يدها فوق الطاولة وتستند بذقنها عليها فتكون أقرب لوليد الذي يبدي استجابة
سريعة جدا ويقول بدون تردد : -
- إنتي جميله قوي النهارده ..
ويمد يده محاولا ملامسة وجهها فتبتعد
وتنظر إلى الأرض وتتمتم :-
- يا أخي .. الناس .
فيقول وليد :-
- طب ياللا بينا ..
لابد أن تمسك بيده الآن . هي فعلت ذلك
لكنها على الأقل غادرت ( الكافيتيريا ) وتستطيع العودة إلى المنزل لتعالج مشكلة
أنوثتها المتكررة والتي لا يعرف وليد عنها شيئا ، فيضغط يدها برفق ثم بقوة مما
يضاعف إحساسها بـ ( القرف ) وتجاهد لتبحث عن كلمة ترد بها على سؤاله الأخير فلا
تجد . وتتمنى لو يستطيع أن يشعر بها بدون كلام .
* ــــــــــــــــــ *
هند تنظر إلى القصة وتكتب في هامشها :-
إلى حبيبي :
...
كنت عاوزاك تعرف إن أنا بأتوتر بسرعه ، محطات القلب المفتوحه بتتحول لمطبات
وكام وقعه سخنه ممكن يدغدغوا قلب انكسر من زمان . صحيح ممكن القلب يتملا ، بس طاقة
الألم باب موارب دايما لإن الصرخه الأولانيه ، واللي بتبقى حاكماه زيّ القفل فلتت وخلاص .
أنا مابقاش الموت يزعجني ، بس إنت لازم
تتعلم طريقه للسمع من غير ودان .
الإسكندرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق