الأحد، 5 أكتوبر 2014

جديلة لتوصيل الروح

      هل أتأخر أحيانا في الرد عليك ؟ يوقفني غالبا البحث عن كلمة تليق بك ، أشعر أنني أعرفها ، قرأتها في مكان ما ، أوسمعت أحدا يرددها . أنبش رأسي بينما تكون قد تجاوزتني منذ فترة . ولأنني أعرف أنك لم تفكر بشيء سوى مساندة عجزي لا أقدر على الغضب منك . أنت تندفع إلى الأمام بمقدرة طوفان ، وتحافظ على إتزاني بنظرية غريبة تفترض أن انقلابي بداخلك أمان كاف ، لكن أسئلة كثيرة تظل عالقة بلساني عندما ألتقيك ، وأرغب بسرد مسودات هائلة عليك لحكايات قضيت زمنا طويلاً في استرجاعها وترتيبها ، وأضيق جدا بانفلاتك السريع بمجرد رؤيتي وكأن الحياة لا تتوقف عند تفاصيلي التي يمكنني أن أضيف لها بشكل دائم أنه ربما كان بمقدوري أن أحرقك تماما ، لكنني لا أخفي إيماني بنظريتك الغريبة ، وأنني عندما أرغب بنقل الحكايات إليك سأضع لساني في فمك مباشرة ..

                                   * ---- * ---- * ---- *

هذا ما يحدث .. هند تكتب القصة كعمل مختلف تفلت به من وطأة هموم المكتب والأستاذ المحامي والشكائين الذين لا نهاية لاضطهاداتهم ؛ ولذلك فهي تنظر دائما إلى مطولات المرافعات التي تكتبها على جهاز الحاسب الآلي نظرة متصيدة ؛ فهنا .. وهنا فقط يمكنها العثور على جملة للبداية . كثيرا ما حدث هذا والآن يحدث ...
المرافعة تقول ... إن المتهمة لم تبد انزعاجا هيستيريا عندما شاهدت زوجها مقتولاً لأن عملها كممرضة جعلها تعتاد رؤية الموت ...
وهند تكتب :
عدة أشياء لا حساب لها ربما تؤثر في علاقة جميلة مثل علاقة نهى ووليد ، والشيء المؤكد أن نهى تعرفها ولا تعرف طريقة مباشرة تقولها بها لوليد ليفهم الآن ويتركها ترحل في هدوء .
أشياء تفكر هي فيها مثل عدم ارتياحها لحديثه عن الأخطاء التي لا يصح أن يرتكبها المؤمن ، وأن بعض التقاليد المزعجة قد تكون هي عين الصواب ، وتريد أن تخبره أن هذا الكلام يبدو كمقدمة معقولة لمطالبتهما بعد شهور من هذه العلاقة بالتوقف لأن المجتمع لا يسمح ، لكنه إن استنكر تأويلها لكلامه فلن تجد ردا سوى أن أحدهم قال ذلك ثم انقلب في حمى التقاليد وتزوج فتاة أخرى ، وهي بهذا ستخسر كثيرا . هي الآن مثل الممرضة اعتادت رؤية هذا الموقف فلا داعي للصراخ ، ولذلك فإن نهى تفكر في شيء آخر يبرر توترها ورغبتها في الرحيل بسرعة ؛ فتبتسم إبتسامة كسولة وتضع يدها فوق الطاولة وتستند بذقنها عليها فتكون أقرب لوليد الذي يبدي استجابة سريعة جدا ويقول بدون تردد : -
- إنتي جميله قوي النهارده ..
ويمد يده محاولا ملامسة وجهها فتبتعد وتنظر إلى الأرض وتتمتم :-
- يا أخي .. الناس .
فيقول وليد :-
- طب ياللا بينا ..

لابد أن تمسك بيده الآن . هي فعلت ذلك لكنها على الأقل غادرت ( الكافيتيريا ) وتستطيع العودة إلى المنزل لتعالج مشكلة أنوثتها المتكررة والتي لا يعرف وليد عنها شيئا ، فيضغط يدها برفق ثم بقوة مما يضاعف إحساسها بـ ( القرف ) وتجاهد لتبحث عن كلمة ترد بها على سؤاله الأخير فلا تجد . وتتمنى لو يستطيع أن يشعر بها بدون كلام .

                                                  * ــــــــــــــــــ *

هند تنظر إلى القصة وتكتب في هامشها :-
إلى حبيبي :
            ...  كنت عاوزاك تعرف إن أنا بأتوتر بسرعه ، محطات القلب المفتوحه بتتحول لمطبات وكام وقعه سخنه ممكن يدغدغوا قلب انكسر من زمان . صحيح ممكن القلب يتملا ، بس طاقة الألم باب موارب دايما لإن الصرخه الأولانيه ، واللي بتبقى حاكماه  زيّ القفل فلتت وخلاص .
أنا مابقاش الموت يزعجني ، بس إنت لازم تتعلم طريقه للسمع من غير ودان .
                                                                                                                                                                                                                                                       الإسكندرية
                                                                                                                    الجمعة 23 أبريل 2004  
By:Yoyo

ليست هناك تعليقات: